كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد اختلف العلماء في إمالة هاء التأنيث عند الكسائي هل هي ممالة مع ما قبلها أوالممال ما قبلها فقط، فذهب إلى الأول بعض العلماء ومنهم الداني والشاطبي، وذهب الجمهور إلى الثاني وجعل ابن الجزري هذا الخلاف لفظيا حيث قال: ولا يمكن أن يكون بين القولين خلاف فباعتبار حد الإمالة وأنه تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء فإن هذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء ولا فتحة فيها فتقرب من الكسرة، وهذا مما لا يخالف فيه الداني ومن حذا حذوه، وباعتبار أن الهاء إذا أميل ما قبلها فلابد أن يصحبها في صورتها حال من الضعف خفي يخالف حالها إذا لم يكن قبلها ممال وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء فسمي ذلك المقدار إمالة، وهذا ممالا يخالف فيه الجمهور انتهى.
الثالثة: ذكرنا في الممال أن لفظ الناس المجرور يميله دوري أبي عمرو قولا واحدًا ولا إمالة فيه لغيره، وهذا هو الصواب الذي لا معدل عنه، وأما قول الشاطبي: وخلفهم في الناس في الجر حصلا، فقد قال فيه العلماء إن الخلاف موزع، ومعنى كلامه أنه اختلف عن أبي عمرو فروى عنه الدوري الإمالة، وروى عنه السوسي الفتح، والله أعلم.
المدغم الصغير:
فما ربحت تجارتهم لجميع القراء.
المدغم الكبير:
الرحيم ملك. فيه هدى، قيل لهم معا لذهب بسمعهم، خلقكم، جعل لكم، وقد وافق رويس السوسي على إدغام لذهب بسمعهم ولكن بخلف عنه.
وهنا فوائد: في الإدغام:
الأولى: إذا ذكرت شيئا من الإدغام الصغير فسأعزوه لقارئه، وأما الإدغام الكبير فأترك عزوه لأنه معلوم أنه للسوسى وحده من طريق الشاطبية وأصلها في جميع الأمصار والأعصار.
الثانية: إذا كان قبل الحرف المدغم حرف علة سواء كان حرف مد ولين أم حرف لين فقط فيجوز فيه من الأوجه ما يجوز عند الوقف من القصر والتوسط والمد. فلا فرق عندهم بين المسكن للإدغام والمسكن للوقف. ومن الإشارة بالروم والإشمام، ففي نحو يقول ربنا سبعة أوجه وفي نحو الصالحات سندخلهم أربعة أوجه، وكلها معروفة. وفي نحو كيف فعل ثلاثة أوجه فقط، وإذا لم يكن قبل الحرف المدغم حرف علة فان كان منصوبا فلا شيء فيه سوى الإدغام الخالص نحو وشهد شاهد. وإن كان مضموما نحو سيغفر لنا ففيه ثلاثة أوجه: الإدغام المحض بلا روم ولا إشمام؛ والإدغام المحض مع الإشمام، والإدغام غير المحض مع الروم. وإن كان مجرورا نحو إلى الجنة زمرا ففيه وجهان: الإدغام الخالص من غير إشمام ولا روم، والإدغام غير الخالص مع الروم.
وقد منع العلماء الروم والإشمام في الحرف المدغم إذا كان باء والمدغم فيه باء أو ميم نحو نصيب برحمتنا ويعذب من، أو كان ميما والمدغم فيه ميم أو باء نحو يعلم ما وأعلم بكم، ومنع بعض أهل الأداء الروم والإشمام في الفاء المدغمة في مثلها نحو تعرف في، ووجه منع الروم والإشمام في الباء والميم والفاء أن هذه الحروف تخرج من الشفة، وحينئذ يتعذر فعلهما في الإدغام دون الوقف، وذهب بعض المحققين إلى جواز الروم في الصور السابقة دون الإشمام، والمراد بالروم هنا الإخفاء والاختلاس، وهو الإتيان بمعظم الحركة.
واعلم أن هناك فرقا بين الإشمام في باب الوقف والإشمام هنا، فالإشمام في باب الوقف هو ضم الشفتين عقب إسكان الحرف المضموم إشارة إلى أن حركة هذا الساكن هي الضم.
وأما الإشمام في هذا الباب فهو ضم الشفتين مع مقارنة النطق بالإدغام. ولا يعزب عن ذهنك أن الإشمام خاص بالحروف المضمومة والمرفوعة فحسب، وأن الروم يدخل المرفوعة والمضمومة والمجرورة والمكسورة. ولا تخفى عليك الأمثلة، والله تعالى أعلم.
{أن يضرب} أدغمه خلف عن حمزة بغير غنة، والباقون مع الغنة، ومثله كثيرا ويهدي به كثيرا وما. إلخ.
{كثيرا معا} رقق راءهما ورش.
{به إلا} هو منفصل وإن لم يكن حرف المد ثابتا رسما فيكفي ثبوته في اللفظ.
{يوصل} فخم ورش لامه وصلا، وله عند الوقف وجهان: الترقيق، والتفخيم، والثاني أرجح نظرًا لعروض السكون، وللدلالة على حكم الوصل.
{الخاسرون} رقق راءه ورش.
{ثم إليه ترجعون} وصل ابن كثير هاء الضمير وصلا. وقرأ يعقوب ترجعون بفتح التاء وكسر الجيم على البناء للفاعل، والباقون بضم التاء وفتح الجيم على البناء للمفعول.
{فسواهن} وقف يعقوب عليه بهاء السكت، وغيره بحذفها.
{وهو} قرأ قالوون وأبو جعفر والبصري وعلى بسكون الهاء والباقون بالضم، ووقف عليه يعقوب بهاء السكت.
{إني جاعل} لا خلاف بين القراء في إسكان يائه.
{إني أعلم} هذه أول ياء إضافة وقعت في القرآن الكريم، وقد قرأ بفتحها وصلا نافع والمكي والبصري وأبو جعفر وإذا وقفوا أسكنوها كما هو ظاهر، وقد فرق العلماء بين ياءات الزوائد وياءات الإضافة بفروق ثلاثة: الأول: أن ياءات الإضافة ثابتة في رسم المصاحف بخلاف ياءات الزوائد. الثاني: أن ياءات الإضافة زائدة على الكلمة فلا تكون لامًا لها أبدا فهي كهاء الضمير وكافه. وياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة فتجيء لاما للكلمة نحو يسر ويوم يأت والداع والمناد.
الثالث: أن الخلاف في ياء الإضافة دائر بين الفتح والإسكان؛ وفي الزوائد دائر بين الحذف والاثبات.
{آدم} لا يخفى ما فيه لورش من البدل وكذا ما في: {أنبئوني} وكذا ما في الأسماء لورش وحمزة وصلا ووقفا.
{أنبئوني} فيه لحمزة عند الوقف ثلاثة أوجه: التسهيل بين بين، والإبدال ياء خالصة.
والحذف ولأبي جعفر الحذف في الحالين.
{هؤلاء إن} فيه همزتان متفقتان من كلمتين، وقد اختلف فيهما مذاهب القراء، وإليك بيانها مفصلة.
قرأ قالون والبزي بتسهيل الأولى مع المد والقصر، ووجه المد النظر للأصل ووجه القصر الاعتداد بعارض التسهيل. ومن القواعد المقررة أن كل حرف مد وقع قبل همز مغير بأي نوع من أنواع التغيير يجوز مده على الأصل وقصره رعاية للتغيير العارض، ولقالون في هاء التنبيه القصر والتوسط لأنه مد منفصل، فعلى القصر يجوز مد أولاء وقصره لما ذكر، وعلى المد يتعين مد أولاء لأن مده من قبيل المتصل ومدها من قبيل المنفصل، وسبب المتصل ولو كان متغيرا أقوى من سبب المنفصل فلا يصح قصر الأقوى مع مد الأضعف وعلى هذا يصير لقالون ثلاثة أوجه فإذا ضربت في وجهي الصلة والسكون في ميم الجمع تصير الأوجه ستة فإذا ضربت هذه في ثلاثة صادقين تصير الأوجه ثمانية عشر وجها وكلها صحيحة مقروء بها، وللبزي وجهان: تسهيل الأولى مع المد والقصر وعلى كل ثلاثة صادقين فتصير أوجهه ستة، وهى صحيحة أيضا.
وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر ورويس بتسهيل الثانية بين بين، ولورش وقنبل وجه آخر: وهو إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها، أي إبدالها ياء ساكنة فيمد للساكن طويلا ولورش وحده وجه ثالث وهو إبدالها ياء مكسورة خالصة فيكون لورش ثلاثة أوجه فإذا ضربت في ثلاثة البدل آدم وأنبئوني تصير الأوجه تسعة، فإذا نظرت إلى صادقين تصير الأوجه ثمانية عشر وجها قصر البدل وعليه ثلاثة هؤلاء وعلى كل منها ثلاثة صادقين فتصير الأوجه على قصر البدل تسعة ثم توسط البدل وعليه ثلاثة هؤلاء وعلى كل منها التوسط والمد في صادقين فتصير أوجه التوسط في البدل ستة ثم مد البدل وعليه ثلاثة هؤلاء مع مد صادقين فتصير أوجه مد البدل ثلاثة فقط فمجموع الأوجه ثمانية عشر وجها، هذا هو الصحيح.
ولقنبل في الآية ستة أوجه: تسهيل الثانية أو إبدالها حرف مد وعلى كل ثلاثة صادقين.
ولأبى جعفر ورويس في الآية ثلاثة أوجه وهى أوجه صادقين على تسهيل الهمزة الثانية.
وقرأ أبو عمرو بإسقاط إحدى الهمزتين، والجمهور على أن الساقطة الأولى، وذهب البعض إلى أنها الثانية، وعلى قول الجمهور يكون لأبى عمرو في أولاء القصر والمد عملا بقاعدة... وإن حرف مد قبل همز مغير إلخ.
وعلى هذا يكون للسوسي وجهان فقط: التغيير بالإسقاط مع القصر والمد لأنه يقصر المنفصل قولا واحدا فإذا ضرب هذان الوجهان في ثلاثة صادقين تكون أوجهه ستة ويشترك معه الدوري في هذه الأوجه إذا قصر المنفصل. وأما إذا مده فلا يكون له في أولاء إلا المد لأننا إذا جرينا على مذهب الجمهور وهو أن الساقطة الأولى يكون مد أولاء من قبيل المنفصل فحينئذ يجب تسويته بالمنفصل قبله. وإذا جرينا على أن الساقطة الثانية على مذهب البعض يكون المد من قبيل المتصل وحينئذ لا يسوغ قصره بحال. والخلاصة أن مد أولاء مختلف في كونه منفصلا أو متصلا، وعلى كلتا الحالتين لا يجوز قصره مع مد المنفصل قبله لأنه إن قدر منفصلا وجبت تسويته بما قبله وإن قدر متصلا وجب مده في ذاته ولو قصر ما قبله فما بالك إذا مد، وقرأ الباقون بتحقيقهما.
واعلم أن محل اختلاف القراء في الهمزتين من كلمتين في تغيير الأولى أو الثانية إنما هو في حال وصل إحداهما بالأخرى أما عند الوقف على الأولى فيتعين تحقيقهما للجميع كما يتعين تحقيق الثانية حين الابتداء بها. واعلم أن لحمزة عند الوقف على هؤلاء خمسة عشر وجها، وبيانها أن الهمزة الأولى فيها التحقيق مع المد والتسهيل مع المد والقصر، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تجرى الأوجه الخمسة في الهمزة الأخيرة وقد سبق بيانها فتكون الأوجه خمسة عشر وجها، وقد منع العلماء منها وجهين: الأول تسهيل الأولى مع المد مع تسهيل الثانية بالروم مع القصر. الثاني تسهيل الأولى مع القصر مع تسهيل الثانية بالروم مع المد. ولهشام حالة الوقف خمسة الثانية ولا شيء له في الأولى.
{يآدم} لا يخفى ما فيه لورش، وفيه لحمزة وقفا تحقيق الهمزة مع المد وتسهيلها مع المد والقصر.
{أنبئهم} أجمع القراء العشرة على تحقيق همزه وصلا ووقفا إلا حمزة فأبد له في الوقف مع ضم الهاء وكسرها والوجهان صحيحان.
{بأسمائهم} فيه لحمزة وقفا أربعة أوجه تحقيق الأولى وإبدالها ياء خالصة وعلى كل تسهيل الثانية مع المد والقصر.
{أنبأهم} فيه لحمزة وقفا التسهيل في الهمزة الثانية فقط.
{أنى أعلم} حكمها حكم الأولى وقد سبق بيانه.
{والأرض} لا يخفى ما فيه لورش وحمزة في الحالين.
{للملائكة اسجدوا} قرأ أبو جعفر بضم تاء الملائكة وصلا والباقون بكسرها، وفيه لحمزة وقفا التسهيل مع المد والقصر.
{لآدم} فيه لحمزة وقفا تحقيق الهمزة وإبدالها ياء محضة، ولا يخفى ما فيه لورش وقد اجتمع في هذه الآية بدل وذات ياء.
وهي أبي. ولورش فيهما أربعة أوجه قصر البدل وعليه فتح ذات الياء وتوسط البدل مع تقليل ذات الياء والمد مع الفتح والتقليل وهكذا الحكم في كل موضع اجتمع فيه بدل وذات ياء وتقدم البدل على ذات الياء كما هنا، فإن تأخر البدل كما في قوله تعالى: {فتلقى آدم} فعلى فتح ذات الياء قصر البدل ومده، وعلى التقليل التوسط والمد.
{شئتما} أبدل همزه وصلا ووقفا السوسي وأبو جعفر وعند الوقف حمزة. وحققه الباقون.
{فأزلهما} قرأ حمزة بزيادة ألف بعد الزاي وتخفيف اللام والباقون بحذف الألف وتشديد اللام ولحمزة وقفا تحقيق الهمزة وتسهيلها.
{فتلقى آدم من ربه كلمات}.
قرأ ابن كثير بنصب آدم ورفع كلمات، والباقون برفع آدم ونصب كلمات بالكسرة الظاهرة لأنه جمع مؤنث سالم، وقد تقدم ما فيه لورش من حيث البدل وذات الياء.
{يأتينكم} أبدله ورش والسوسي وأبو جعفر في الحالين وحمزة عند الوقف.
{فلا خوف عليهم}.
قرأ يعقوب بفتح الفاء بلا تنوين، والباقون بالرفع والتنوين. وضم حمزة ويعقوب هاء عليهم وصلا ووقفا.
{بآياتنا} فيه لحمزة وقفا تحقيق الهمزة وإبدالها ياء خالصة، وفيه البدل لورش بأوجهه الثلاثة.
{إسرائيل} لا تمد فيه الياء لورش لأنه مستثنى من البدل. ولا ترقق راؤه لأنه اسم أعجمي وفيه لأبي جعفر التسهيل مع المد والقصر وصلا ووقفا. ولحمزة الوجهان عند الوقف فقط.
{نعمتي التي} أجمع العشرة على فتح يائه.
{بعهدي أوف بعهدكم} أجمعوا على إسكان يائه.
{فأرهبون وفاتقون}.
قرأ يعقوب بإثبات ياء زائدة فيهما في الحالين، والباقون بالحذف كذلك.
{الصلاة} فخم اللام ورش.
{الراكعين} آخر الربع.
الممال:
استوى، فسواهن، أبى، فتلقى هدى، عند الوقف، أمال الجميع الأصحاب، وقللها ورش بخلف عنه، فأحياكم، أمالها على وقللها ورش بخلف عنه، هداي، أمالها دوري على وقللها ورش بخلفه، النار أمالها أبو عمرو والدوري، وقللها ورش بلا خلاف، الكافرين أمالها أبو عمرو والدوري ورويس وقللها ورش بلا خلاف، خليفة فيها الإمالة للكسائي قولا واحدا، ولا تقليل ولا إمالة لأحد في: أول كافر به.
المدغم الكبير:
قال ربك، ونحن نسبح بحمدك، لك قال؛ أعلم ما معا. حيث شئتما، آدم من، إنه هو.
تنبيهات:
الأول: كل ما يمال وصلا فهو وقفا كذلك، فإذا وقفت على نحو النار والأبرار والناس والمحراب وما إلى ذلك مما أميل من أجل الكسرة المتطرفة فأمله لمن مذهبه الإمالة وصلا وقلله لمن مذهبه التقليل وصلا. ولا تعتبر السكون مانعا من الإمالة أو التقليل لأنه عارض.
الثاني: إذا وقع قبل الحرف المدغم ساكن صحيح نحو ونحن نسبح بحمدك، في المهد صبيا، خذ العفو وأمر، من العلم مالك، ففيه مذهبان: الأول مذهب المتقدمين وهو: إلحاقه بما ليس قبله ساكن صحيح فيجوز فيه الإدغام المحض، كما يجوز فيه الإشارة بالروم والإشمام إن كان مرفوعا أو مضموما. وبالروم فقط إن كان مجرورًا أو مكسورا، والثاني مذهب كثير من متأخرى أهل الأداء: وهو اختلاس حركته وعدم إدغامه إدغاما محضا، وحجتهم في ذلك أن في إدغامه إدغاما خالصا جمعا بين الساكنين على غير حده وذلك أنه لا يجوز الجمع بين الساكنين إلا إذا كان الأول منهما حرف علة سواء كان حرف مد ولين أم حرف لين فقط، أما إذا كان الأول ساكنا صحيحا فلا يجوز إلا حالة الوقف فقط نظرا لعروض السكون.
وهؤلاء محجوجون بما ثبت من القراءات المتواترة التي فيها الجمع بين الساكنين وصلا كقراءة أبي جعفر في فنعما هي، ويخصمون، أمن لا يهدي، وقد صحح المحقق ابن الجزري المذهبين.
الثالث: ذكرنا ضمن المدغم: إنه هو، وهذا هو الصحيح المقروء به لوجود شرط الإدغام وهو التقاء المدغم بالمدغم فيه خطا. ولأن الصلة عبارة عن إشباع حركة الهاء تقوية لها فلم يكن لها استقلال، ولهذا تحذف للساكن فلم يعتد بها. وقد تقدم أن السوسي له في مثل: {حيث شئتما} سبعة أوجه: القصر والتوسط والمد مع السكون المحض ومثلها مع الإشمام والروم مع القصر فلا تغفل.
{أتأمرون} أبدل همزه وصلا ووقفا ورش والسوسي وأبو جعفر وحمزة عند الوقف.
{والصلاة} تقدم قريبا.
{لكبيرة إلا} فيه لورش ترقيق الراء والنقل. وفيه السكت، وتركه لخلف عن حمزة.
{إسرائيل} سبق قريبا.
{شيئا} لورش فيه التوسط والمد وصلا ووقفا، ولخلف عن حمزة السكت قولا واحدا وصلا، ولخلاد السكت وتركه وصلا أيضا. ولحمزة فيه بتمامه عند الوقف وجهان: الأول نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذف الهمزة فيصير النطق بياء مفتوحة خفيفة بعدها ألف، الثاني إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء التي قبلها فيها فيصير النطق بياء مشددة بعدها ألف.
{ولا يقبل} قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالتاء الفوقية على التأنيث، والباقون بالياء التحتية على التذكير.
{سوء} فيه لحمزة وهشام وقفا وجهان: الأول نقل فتحة الهمزة إلى الواو ثم تسكن للوقف.
الثاني إبدال الهمزة واوا مع إدغام الواو التي قبلها فيها.
{أبناءكم} فيه لحمزة وقفا تسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر ومثله: {نساءكم}.
{بلاء} فيه لحمزة وهشام وقفا خمسة أوجه ثلاثة الإبدال والتسهيل بالروم مع المد والقصر وقد سبق مثله.
{واعدنا} قرأ أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب بحذف الألف بعد الواو، والباقون بإثباته.
{بارئكم} قرأ أبو عمرو بخلف عن الدوري باسكان الهمزة، والوجه الثاني للدوري هو اختلاس حركتها وهو الإتيان بمعظمها وقدر بثلثيها، ولا إبدال فيه للسوسي نظرا لعروض السكون.
ولم يذهب إلى الإبدال إلا ابن غلبون فلا يقرأ به لانفراده به. وإذا وقف عليه لحمزة كان فيه وجه واحد، وهو التسهيل بين بين.
{نؤمن} إبداله ظاهر، ومثله: {شئتم}.
{وظللنا} غلظ ورش اللام الأولى المشددة ومثله لام: {ظلمونا}.
{نغفر لكم خطاياكم}.
قرأ نافع وأبو جعفر بياء تحتية مضمومة مع فتح الفاء. وقرأ ابن عامر بتاء فوقية مضمومة مع فتح الفاء. والباقون بالنون المفتوحة والفاء المكسورة. واتفق العشرة على قراءة: {خطاياكم} هنا على وزن قضاياكم.
{قولا غير الذي قيل}.
قرأ أبو جعفر بإخفاء التنوين في الغين مع الغنة، والباقون بالإظهار. ورقق ورش راء غير ولا يخفى ما في قيل.
{يفسقون} آخر الربع.
الممال:
لفظ موسى كله، موسى الكتاب حين الوقف عليه. السلوى، أمال ذلك كله بلا خلاف الأخوان وخلف، وقلله البصري وورش بخلف عنه، وأمال الدوري عن الكسائي لفظ بارئكم معا ولا تقليل فيه لورش، ونرى الله عند الوقف على نرى يميله الأخوان وخلف والبصري بلا خلاف ويقلله ورش بلا خلاف كذلك.
وأما عند وصل نرى بلفظ الجلالة فلا إماله فيه إلا للسوسي وحده بخلف عنه وحينئذ يجوز له في لفظ الجلالة الترقيق والتفخيم. فيكون له ثلاثة أوجه: الفتح ويتعين عليه تفخيم لفظ الجلالة. والإمالة وعليها الترقيق والتفخيم في لفظ الجلالة. وهذا بخلاف ما إذا رققت الراء لورش قبل لفظ الجلالة نحو: {أفغير الله أبتغي} {ولذكر الله} فلا يجوز في لفظ الجلالة إلا التفخيم لوقوعه بعد فتح أو ضم. ولا عبرة بترقيق الراء، وهذا إذا وجدت الألف وحذفت للساكن لفظا، أما إذا حذفت الألف وصلا ووقفا للجازم نحو: {أو لم ير الإنسان} فلا إمالة فيه لأحد، ويوقف على الراء بالسكون.
{خطاياكم} أمال الألف التي بعد الياء الكسائي وحده وقللها ورش بخلف عنه.
المدغم الصغير:
اتخذتم. أظهر الذال ابن كثير وحفص ورويس وأدغمها الباقون، نغفر لكم: أدغم الراء في اللام أبو عمرو بخلف عن الدوري.
المدغم الكبير:
{ويستحيون نساءكم} من بعد ذلك، إنه هو، نؤمن لك، حيث شئتم، قيل لهم.
{لن نصبر} رقق الراء ورش في الحالين، وغيره وقفا فقط.
{طعام واحد} أدغم خلف عن حمزة التنوين في الواو بلاغنة وأدغم غيره مع الغنة.
{وخير} رقق الراء ورش مطلقا، وغيره وقفا.
{اهبطوا مصرا} لا خلاف في تفخيم رائه لأن الفاصل حرف استعلاء.
{سألتم} فيه لحمزة عند الوقف التسهيل فقط.
{عليهم الذلة} قرأ البصري بكسر الهاء والميم وصلا وبكسر الهاء وإسكان الميم وقفا، وقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء والميم وصلا وبضم الهاء وإسكان الميم وقفا، وقرأ الكسائي وخلف بضم الهاء والميم وصلا وبكسر الهاء وإسكان الميم وقفا، وقرأ الباقون بكسر الهاء وضم الميم وصلا وبكسر الهاء وإسكان الميم وقفا.
{وباؤا بغضب} لا يخفى ما فيه من البدل لورش ولحمزة في الوقف عليه التسهيل مع المد والقصر.
{النبيين} قرأ نافع بالهمز، والباقون بالياء المشددة، ولا يخفى ما فيه من البدل لورش.
{والصابئين} قرأ نافع وأبو جعفر بحذف الهمزة، والباقون باثباتها، ولحمزة فيه وقفا وجهان الأول كمنافع؛ والثاني التسهيل بين بين.
{قردة خاسئين} رقق ورش راء قردة، وأخفى أبو جعفر التنوين في الخاء مع الغنة، والوقف على خاسئين لحمزة كالوقف على الصابئين.
{يأمركم} إبدال همزة لا يخفى، وقرأ البصري بخلف عن الدوري بإسكان الراء، والوجه الثاني للدوري اختلاس ضمة الراء، والباقون بالضمة الكاملة.
{هزوا} قرأ حفص بالواو بدلا من الهمزة وصلا ووقفا مع ضم الزاي وقرأ خلف العاشر بإسكان الزاي مع الهمز وصلا ووقفا. وقرأ حمزة باسكان الزاي مع الهمز وصلا، وله في الوقف وجهان:
الأول: نقل حركة الهمزة إلى الزاي وحذف الهمزة فيصير النطق بزاي مفتوحة بعدها ألف.
الثاني: إبدال الهمزة واوا على الرسم، وقرأ الباقون بضم الزاي مع الهمز وصلا ووقفا.
{ما هي} معا وقف عليه يعقوب بهاء السكت قولا واحدا.
{تؤمرون} إبداله جلي لورش والسوسي وأبى جعفر مطلقا، ولحمزة وقفا.
{بكر} رقق راءه ورش، وكذا تثير.
{قالوا الآن} قرأ ورش وابن وردان بنقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها فتصير اللام مفتوحة قال صاحب غيث النفع إذا كان قبل لام التعريف المنقول إليها حركة الهمزة حرف من حروف المد نحو: وإذا الأرض مدت، وأولي الأمر، وأنكحوا الأيامى، فلا خلاف بين أئمة القراءة في حذف حرف المد لفظا. ولا يقال إن حرف المد إنما حذف للسكون، وهو قد زال بالنقل. لأنا نقول التحريك في ذلك عارض فلا يعتد به، وبعض من لا علم عنده يثبت حرف المد في مثل هذا حال النقل وهو خطأ في القراءة وإن كان يجوز في العربية، وكذلك إذا كان قبل لام التعريف ساكن صحيح نحو: فمن يستمع الآن، بل الإنسان. وتحرك هذا الساكن لأجل الساكن بعده فإذا قرئ بالنقل وزال هذا الساكن به فلا تزيل حركة الساكن الأول بل تبقيه على حركته نظرا لعروض حركة ما بعده، ولا يخفى ما لورش من ثلاثة البدل. وينبغى أن تعلم أنك إذا وقفت على قالوا وبدأت بلفظ الآن فإن بدأت بهمزة الوصل جاز لك ثلاثة البدل، وإن تركت همزة الوصل وبدأت باللام تعين القصر في البدل ولا يخفى ما لحمزة في لفظ الآن وصلا ووقفا.
{جئت فادارأتم} أبدلهما السوسي وأبو جعفر وصلا ووقفا وحمزة عند الوقف.
{اضربوه} وصل الهاء ابن كثير.
{فهي} أسكن الهاء قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو جعفر وضمها الباقون ووقف عليه يعقوب بهاء السكت.
{الماء} الوقف عليه لحمزة وهشام لا يخفى.
{من خشية الله} إخفاء أبي جعفر جلي.
{تعملون} قرأ ابن كثير بياء الغيب، والباقون بتاء الخطاب وهو آخر الربع.
الممال:
استسقى وأدنى، أمالهما الأصحاب وقللهما ورش بخلف عنه.
لفظ موسى كله والموتى بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلف عنه، النصارى، أماله الأصحاب والبصري وقلله ورش، شاء، أماله ابن ذكوان وحمزة وخلف، المسكنة، قسوة، بقرة، عند الوقف عليها أمال ما قبل هاء التأنيث فيها الكسائي بلا خلف عنه في الأول والثاني وبخلف في الثالث.
المدغم الكبير:
من بعد ذلك معا، ولا إدغام في ميثاقكم لسكون ما قبل القاف، والله أعلم.
{أن يؤمنوا لكم} لا يخفى ما فيه من الإدغام بغير غنة لخلف ومن الإبدال.
{عقلوه} وصل هاءه المكي.
{ما يسرون} رقق الراء ورش.
{إلا أماني} قرأ أبو جعفر بتخفيف الياء مفتوحة وصلا وساكنة وقفا، والباقون بتشديدها.
{أيديهم} ضم الهاء يعقوب في الحالين.
{سيئة} فيه لحمزة وقفا إبدال الهمزة ياء خالصة.
{خطيئته} قرأ المدنيان بزيادة ألف بعد الهمزة على الجمع، والباقون بحذف الألف على الإفراد ولورش فيه ثلاثة البدل. ولحمزة إن وقف عليه وجه واحد، وهو إبدال الهمزة ياء وإدغام الياء قبلها فيها وليس له إلا هذا الوجه لأن الياء فيه زائدة.
{إسرائيل} فيه لأبى جعفر تسهيل الهمزة الثانية مع المد والقصر وصلا ووقفا، وفيه لحمزة الوجهان وقفا مع التفاوت في مقدار المد بينهما، ولا ترقيق في رائه لورش، ولا توسط ولا مد له في بدله.